{أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَه}: أتقن خلق كل شيء .
{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} فهو الذي أوجد كل شيء ثم لم يهمله ليتركه ضائعاً ،بل منحه الهدى الذي يتدخل في عمق وجوده وتكوينه ،فينظم له حركة نموه وتكامله ووصوله إلى الغاية المطلوبة لوجوده .وبهذا كانت ربوبيته للخلق منطلقة من طبيعة الإيجاد الذي يمنح الموجودات الحياة ،ومن الإشراف الدائم والرعاية الكاملة لها في رحلة الوجود ،ما يوحي بالربوبية الشاملة الكاملة التي لا تغيب عن الوجود في أية لحظة ،كما لا يغيب عنها الوجود في أي وقت لاحتياجها الدائم إلى غناها المطلق .وهكذا قد نجد الهدى قائماً في الأشياء بذاتها عبر قوانينها الكونية المودعة فيها ،وقد نجده في العقل الكامن في الإنسان الذي يدبر الوجود بشكلٍ مباشرٍ وبوعيٍ اختياري مباشر .