/م49
المفردات:
أعطى كل شيء خلقه: أي: وجوده والصورة التي تناسبه ،والشكل الذي يشاكل ما نيط به من الخواص والمنافع ،مثل العين والأذن واليد والرجل للإنسان .
ثم هدى: ثم عرفه كيف يرتفق ويستفيد بما أعطى له .
50-{قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} .
أي: أعطى كل شيء في الكون{خلقه} .أي: شكله وصورته التي تناسب الانتفاع به ؛فالسماء والأرض والبحار والجبال ،والشمس والقمر ،والليل والنهار ،والسحاب والرمال ،والنجوم والشجر ،والإنسان والدواب ،والنبات وسائر المخلوقات ؛خلقها الله على صورة تناسب الانتفاع بها .
{ثم هدى} .ثم ألهم الله المخلوقات للانتفاع بما أعطاها الله ؛فالإنسان مثلا هداه الله إلى الانتفاع بالعين والأذن والعقل ...
وخلاصة هذا: ربنا الذي خلق كل شيء على الوجه الذي يليق ؛بما قدر له من المنافع والخواص ،وأرشده كيف ينتفع بما خلق له ،وجعل ذلك دليلا على وجوده ،وعظيم جوده ،وكأنه يقول: إن ذلك الخالق والهادي هو الله .