{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْواجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} .إن الله يقول للمؤمنين الذين تلح عليهم شهوات الحياة الدنيا بالمعصية في استجابتهم لنداء الجنس الحرام والمال الحرام والعلاقة المحرمة التي يراد بها الحصول على رضا الناس بعيداً عن رضا الله: هل أعرّفكم أفضل من ذلك كله ،وبذلك تواجهون الموقف من موقع المقارنة الواعية التي توازن بين المال الزائل والمال الخالد ،وبين الشهوة الدنسة الفانية والشهوة الطاهرة الخالدة ،وبين رضا الناس الذي لا يحقق للإنسان نفعاً ولا يدفع عنه ضراً على المدى الطويل ،ورضا الله الذي يحيط بالإنسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ،القادر على كل شيء ،وخالق كل مخلوق ،ورازق كل مرزوق ،مالك الحياة والموت والضر والنفع ...فهل تختارون الزائل الذي تقفون من خلال نتائجه موقف الخزي والذل والعار والعذاب ،أم تختارون الخالد الذي قد يفرض عليكم بعض الصبر ولكنه ينتهي بكم إلى الخير الكبير والرضوان العظيم عند الله ؟إن الله يترك للعاقل أن يفكر لئلا يقع في أسر الشهوات المحرمة ويفضل الدنيا على الآخرة ،والله بصير بعباده ،عارف بكل ما يسرونه وما يعلنونه في مجال الطاعة والمعصية ...