{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِننا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ} .إنها صفات المؤمنين المتقين في تطلعاتهم لما عند الله ،وفي خصائصهم الذاتية المنطلقة في خط الإيمان بالله ...فهم يعيشون الحياة من خلال الشعور بإيمانهم كحقيقةٍ تحتوي كيانهم ،وتستوعب كل نشاطهم ،وتدفعهم إلى تحمّل المسؤولية بوعيٍ كامل لنتائجها العاجلة والآجلة ،ومحاسبة دقيقةٍ لكل خطواتها العملية المستقيمة والمنحرفة ...وهذا ما يتمثل في هذا الدعاء الخاشع{رَبَّنا إِنَّنا ءَامَنَّا} بك ،فهو القاعدة الفكرية والشعورية التي ننطلق منها من موقع القوّة ،فليكن هذا الإيمان شفيعنا عندك في ما أخطأنا فيه ،فإننا لم نخطىء جحوداً بألوهيتك ولا تمرّداً على عبوديتنا لك ،ولكنها تسويلات النفس الأمّارة بالسوء التي خلقتها من ضعف وأعطيتنا القوة لنستعين بها على مقاومة الضعف ،ولكنّك تعلم أننا قد نضعف أمام أنفسنا ،فلا تؤاخذنا{فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} لنقف بين يديك طاهرين من الدنس ،مطهرين من الذنوب ،ننتظر رضاك في دخول جنتك ...