لقد كان للرسالة في وعي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) وضوح التقت فيه الرؤية البصرية والرؤيا القلبية ،بحيث لم تدع مجالاً للشك بكونها حقيقة ،ولكن ماذا عن هؤلاء المشركين ،وما هو الأساس الذي يرتكز عليه اعتقادهم بهذه الأوثان وعبادتهم لها ؟هل هناك وضوحٌ في الرؤية وصفاءٌ في التفكير ،وهل لديهم حجةٌ على خط العقيدة وخط السير ،أم أن القضية ترتكز على مجرد أوهام وظنونٍ وتخيلات ؟
{أَفَرَأيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى} وهي الأصنام التي كان العرب يعبدونها ،فاللات كانت لثقيف بالطائف ،والعزى كانت لغطفان ،ومناة لهذيل وخزاعة ،وقيل: إنها تماثيل للملائكة التي يعتبرها العرب من الإناث ،أو أنهم كانوا يعطون هذه التماثيل صفة الأنثى ،ويجعلونها من الشفعاء عند الله .