قوله تعالى:{أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} [ النجم: 19 ،20] .
إن قلتَ:"رأى "هنا من رؤية القلب ،فأين مفعولها الثاني ؟
قلتُ: هو محذوف تقديره: أفرأيتموها بنات الله وأنداده ؟والمعنى: أخبروني ألهذه الأصنام قدرة على شيء ما فتعبدونها ،دون القادر على كل شيء ؟ !
فإن قلتَ: كيف وصف الثالثة بالأخرى ،مع أنه إنما يوصف بها الثانية ،وظاهر اللفظ يقتضي أن يكون قد سبق ثالثة ،ثم لحقها أخرى ،ليكون ثالثتين ؟
قلتُ:"الأخرى "صفة للعزّى ،وإنما أخّرها رعاية للفواصل ،أو صفة ذم للات ،والعزى ،ومناة التي هي ثالثةاللتين قبلها ،فالأخرى على هذا من التأخر في الرتبة .