{قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي} والغواية تختزن معنى الضلال في مقابل الرشد .ولعل المراد: فبسبب إلقائك لي في الضلال ،بإخراجك إياي من رحمتك ،وطردي من جنتك ،مما جعلني أجد نفسي في الاتجاه الواحد الذي يبتعد عن الهدى ،فسأثأر لنفسي بإدخال كل هؤلاء الذين ينتسبون إلى هذا الذي طردتني من أجل موقفي منه بكل ما ملّكتني من وسائل الإضلال والغواية ...{لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} أي لألتزمنّ صراطك المستقيم في ما يمثله من وحيك وشرائعك ،فأجلس فيه وأرصدُ كل السائرين عليه لأحوّلهم عن السير فيه ،فأنحرف بهم ذات اليمين وذات الشمال ،وأثير فيهم كل نوازع الشر والجريمة من خلال نقاط الضعف الكامنة في داخلهم ،