{لَهْوًا}: اللهو: طلب صرف الهمّ بما لا يحسن أن يطلب به .
{وَلَعِبًا}: اللعب: طلب المرح بما لا يحسن أن يطلب به .
{نَنسَاهُمْ}: نتركهم ونهملهم ولا نبالي بهم ،وذلك على سبيل الكناية لاستحالة نسبة النسيان إليه تعالى على سبيل الحقيقة .والمعنى: نعاملهم معاملة المنسي في النار .والجزاء من جنس العمل{كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [ طه: 126] .
والنسيانكما يقول الراغبترك الإنسان ضبط ما استودع إما لضعف قلبه أو عن غفلة
{الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا} ،فاعتبرتم الحياة فرصة للّهو وللّعب ،وأخضعتم لهما كل برامج الفكر والعمل ،وأطلقتممعهماكل آمالكم ومطامحكم ،حتى تحول اللعب واللهو إلى دين تدينون به وتسيرون عليه ...{وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} بزخارفها ومباهجها ولذائذها وشهواتها ...فأنستهم ذكر الله واليوم الآخر ،وإذا نسي الإنسان ربه ونسي لقاءه في اليوم الآخر ،فإن الله سينساه في ذلك اليوم ،في ما تعبر عنه كلمة «النسيان » بالنسبة إلى الله ،من إهمال كليٍّ له ،وذلك على سبيل الكناية ،لاستحالة هذه النسبة إليه تعالى على نحو الحقيقة .فإن النسيان يستتبع الإهمال لما ينساه الشخص ،فناسب أن يقوم مقامه في التعبير ...
الجزاء بالمثل
{فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ} ونهملهم ولا نبالي بهم{كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} ،فنسوا مسؤوليتهم أمام الله ،وتركوا العمل الجدي في اتجاه المسؤولية ،وعاشوا أجواء اللامبالاة ،وحياة اللهو واللعب ،فذلك جزاؤهم على ما فعلوه{وَمَا كَانُواْ بَِايَاتِنَا يَجْحَدُونَ} .ولم يكن لهم في جحودهم لها من حجة أو برهان ،بل كانت الحجة لله عليهم في ما أرسله من رسله ،وما أنزله من كتبه ،