وقد وصف أهلُ الجنة الكافرين بأنهم كانوا السببَ في ذلك الحرمان:
{الذين اتخذوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا} أي شَغَلتْهم بزخارفها ،وكان دينهم اتّباعَ الهوى والشهوات .لقد ظنّوا أن الحياة الدنيا لا حياةَ غيرها ،فعكفوا على الجانب الماديّ المظلم ،وحرموا أنفسهم من الجانب الروحي المشرق .هكذا عاشوا في ظلام المادّة وهم يحسنون أنهم يُحسِنُون صنعا .
وكثيراً ما يضيف القرآن الكريم هذا الوصفَ إلى الكافرين ويعلن أنه سبب نكبتم وسوء مصيرهم .
بعد هذا يسمع أهل لنار الحكم الإلهي العادل:
فاليوم نعاملهم معاملةَ الشيء المنسِيّ الذي لا يبحث عنه أحد .لقد جَحَدوا بآيات الكون فلم تفتّح لها عيونُهم ،ولم تتجه إليها قلوبُهم ،وأعرضوا عن حكم الله وإرشاده .بذلك نسُوا لقاءَ يومهم هذا ،فوقعوا فيما وقعوا فيه .