{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} وبيّنّا فيه تفاصيل كل شيء على أساس من العلم القائم على الدليل والحجة ،لا على الشكّ والريبة ،وجعلناه{هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} فقد أراده الله كتاب هدى يهتدي به التائهون الذين لا يملكون الوسائل الكافية للحصول على وضوح الرؤية للأشياء أو على تفاصيلها الدقيقة ،فيرون فيه الأشياء على حقيقتها ،فيهتدون إلى أهدافهم الكبيرة بكل سهولة ...وأراده الله كتاب رحمة ،في ما تمثله هذه الكلمة من أجواء ومعانٍ وآفاق ،تثير في نفوس الناس المشاعر الطاهرة الصافية ،وترعى حياتهم بكل الأساليب التي تتحرك من أجل السعادة في الدنيا والآخرة .ولن يحصل على ذلك إلا المؤمنون الذين يحركون كل خطواتهم على الطريق الذي يفتحه الكتاب للناس جميعاً ليلتقوا فيه بالله في خط البداية وفي نقطة النهاية .