ولما أخبر تعالى عن خسارتهم في الآخرة ذكر أنه زاح عللهم في الدنيا بإرسال الرسل ،وإنزال الكتب ،فقال سبحانه:
{ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 52 )} .
{ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه} أي بينا فيه الاعتقادات والأحكام والأمور الأخروية تفصيلا مبينا{ على علم} أي عالمين كيف نفصل أحكامه ومواعظه وقصصه وسائر معانيه ،حتى جاء محكما قيما غير ذي عوج ،وهذا كقوله تعالى:{ أنزله بعلمه}{[3942]} .{ هدى} أي دلالة ترشدهم إلى الحق وتنجيهم من الضلالة{ ورحمة} أي تنجيهم من العذاب لما فيه من الدلائل ورفع الشبه{ لقوم يؤمنون} لأنهم المغتنمون لفوائده .