يقول تعالى مخبرا عن إعذاره إلى المشركين بإرسال الرسول إليهم بالكتاب الذي جاء به الرسول ، وأنه كتاب مفصل مبين ، كما قال تعالى:( الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) الآية [ هود:1] .
وقوله:( فصلناه على علم ) أي:على علم منا بما فصلناه به ، كما قال تعالى:( أنزله بعلمه ) [ النساء:166] .
قال ابن جرير:وهذه الآية مردودة على قوله:( كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ) [ الأعراف:2] ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ) الآية .
وهذا الذي قاله فيه نظر ، فإنه قد طال الفصل ، ولا دليل على ذلك ، وإنما لما أخبر عما صاروا إليه من الخسار في الدار الآخرة ، ذكر أنه قد أزاح عللهم في الدار الدنيا ، بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، كقوله:( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) [ الإسراء:15]