نوايا المنافقين تجاه النبي
{إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} لأنهم لا يعيشون انفتاح الإيمان بالمحبة تجاه الرسول والمسلمين ،بل يعيشون العقدة المستحكمة التي تنفث الحقد في الداخل ،في ما يواجههم من الأزمة الذاتية التي يتحركون فيها بين واقع الكفر في الباطن ،ومظهر الإيمان في الظاهر ،فيعبرون عن ذلك بالمشاعر القلقة التي تظهر المحبة وتبطن العداوة ،فهم يتعقّدون من كل النجاحات التي يحصل عليها المسلمون في حربهم وسلمهم ،وفي حركة الإسلام المتقدمة في الحياة ،فيستاؤون من ذلك{وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ} يفرحوا بها{يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ} وسيطرنا عليه وعلى نتائجه ،فلم نسمح له بأن يفسد ويضيع وينهار ،وهو واردٌ على سبيل الكناية التي توحي بالإمساك بالواقع المرتقب الذي يوحي بالقلق والحيرة ،فكأنهم أخذوا جانب الحذر وحفظوا خطّ الرجعة ،فتجنّبوا نتائج المصيبة{وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} على ما استطاعوا أن يحفظوا أنفسهم منه مما أصاب النبي والمسلمين من جراحةٍ أو خسارةٍ أو قتل أو فشل .هذا من جهة ،ومن جهةٍ أخرى ،فإنهم يفرحون من باب الشماتة بالإسلام والمسلمين .