/م49
{ إن تصبك حسنة تسؤهم} المتبادر أن هذا إخبار عن شأنهم في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ، والحسنة كل ما يحسن وقعه ويسر من غنيمة ونصرة ونعمة ، أي أنه يسوءهم كل ما يسرك ، كما ساءهم النصر في بدر وغير بدر من الغزوات .
{ وإن تصبك مصيبة} أي نكبة وشدة كالذي وقع في غزوة أحد .
{ يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل} أي قد أخذنا أمرنا بالحزم والحذر الذي هو دأبنا من قبل وقوعها إذ تخلفنا عن القتال ، ولم نلق بأيدينا إلى الهلاك .
{ ويتولوا وهم فرحون} أي وينصرفوا عن الموضع الذي يقولون فيه هذا القول عند بلوغهم خبر المصيبة إلى أهليهم ، أو يعرضوا عنك بجانبهم وهم فرحون فرح البطر والشماتة .وتقدم في معنى الآية قوله:{ إن تمسسكم حسنة تسؤهم} [ آل عمران:120] وهي في سياق غزوة أحد .
وقد ورد في التفسير المأثور ما يدل على أن الآية خبر عن مستقبل الأمر في غزوة تبوك .روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه قال:إن تصبك في سفرك هذا لغزوة تبوك حسنة تسؤهم ، قال:الجد وأصحابه .
وروى ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:جعل المنافقون الذين تخلفوا في المدينة يخبرون عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار السوء ، يقولون:إن محمداً وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا ، فبلغهم تكذيب خبرهم وعافية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فساءهم ذلك ، فأنزل الله تعالى:{ إن تصبك حسنة تسؤهم} .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال:إن أظفرك الله وردك سالماً ساءهم ذلك ، وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا في القعود قبل أن تصيبهم .
والأول أبلغ وهو يشمل هذا وغيره .