القول في تأويل قوله:إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:يا محمد، إن يصبك سرورٌ بفتح الله عليك أرضَ الروم في غَزاتك هذه، (25) يسؤ الجدَّ بن قيس ونظراءه وأشياعهم من المنافقين, وإن تصبك مصيبة بفلول جيشك فيها، (26) يقول الجد ونظراؤه:(قد أخذنا أمرنا من قبل)، أي:قد أخذنا حذرَنا بتخلّفنا عن محمد، وترك أتباعه إلى عدوّه =(من قبل)، يقول:من قبل أن تصيبه هذه المصيبة =(ويتولوا وهم فرحون)، يقول:ويرتدُّوا عن محمد وهم فرحون بما أصاب محمدًا وأصحابه من المصيبة، (27) بفلول أصحابه وانهزامهم عنه، (28) وقتل من قُتِل منهم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
&; 14-290 &;
* ذكر من قال ذلك:
16792- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال ابن عباس:(إن تصبك حسنة تسؤهم)، يقول:إن تصبك في سفرك هذه الغزوة تبوك =(حسنة تسؤهم)، قال:الجدُّ وأصحابه.
16793- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد:(قد أخذنا أمرنا من قبل)، حِذْرنا.
16794- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد:(قد أخذنا أمرنا من قبل)، قال:حِذْرنا.
16795- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله:(إن تصبك حسنة تسؤهم)، إن كان فتح للمسلمين كبر ذلك عليهم وساءَهم.
----------------------
الهوامش:
(25) انظر تفسير "الإصابة "فيما سلف:13:473 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك.
= وتفسير "الحسنة"فيما سلف من فهارس اللغة (حسن).
(26) "الفلول"، مصدر "فل"، لازمًا، بمعنى:انهزم. وقد مر آنفًا في كلام الطبري أيضًا، ولم أجد له ذكرًا في كتب اللغة. انظر ما سلف 7:313 ، تعليق:3 ، وما قلته في تصحيح ذلك استظهارًا من قولهم:"من فل ذل"، أي:من انهزم وفر عن عدوه ، ذل .
(27) انظر تفسير "التولي"فيما سلف من فهارس اللغة (ولى).
(28) "الفلول"، مصدر "فل"، لازمًا، بمعنى:انهزم. وقد مر آنفًا في كلام الطبري أيضًا، ولم أجد له ذكرًا في كتب اللغة. انظر ما سلف 7:313 ، تعليق:3 ، وما قلته في تصحيح ذلك استظهارًا من قولهم:"من فل ذل"، أي:من انهزم وفر عن عدوه ، ذل .