التّفسير
في الآياتآنفة الذكرإشارة إِلى إِحدى صفات المنافقين وعلاماتهم وبهذا تتابع البحث الذي يتناول صفات المنافقين في ذيل الآيات المتقدمة والآيات اللاحقة .
تقول الآيات أوّلا: ( إِن تُصبك حسنة تسؤهم ) .
سواء كانت هذه الحسنة انتصاراً على العدوّ ،أو الغنائم التي تنالونها في المعارك أو أيّ تقدّم آخر .
وهذه المساءَة دليل على العداوة الباطنيّة وفقدان الإيمان .فكيف يمكن لمن له أدنى إِيمان أن يسوءه انتصار النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو أي مؤمن آخر ؟!
ولكنّهم على خلاف هذه الحال عند الشدّة والخطب: ( وإن تُصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولّوا وهم فرحون ) .
هؤلاء المنافقون عُمي القلوب ينتهزون أيّة فرصة لصالحهم ومنافعهم ،ويزعمون أن ما نالوه كان بتدبيرهم وعقلهم ،إذ لم نُساهم في المعركة الفلانية ولم نقع في أيّ مأزق !!كما أُبتلي به الآخرون الذين لم يكن لهم نصيب من التعقل والتدبر ،وبهذه المزاعم يعودون إلى أوكارهم وهم يكادون أن يطيروا فرحاً .
/خ52