ثم بين الله تعالى عداوةَ المنافقين ،زيادةً في تشهيرِ مساوئهم بقوله:
{إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} .
إن هؤلاء المنافقين لا يريدون لك أيها الرسول ولأصحابك إلا المكارِه ،فيتألّمون إذا نالكم خيرٌ من نصرٍ أو غنيمة .
ويفرحون إذا أصابكم مكروه من جِراح أو قتل أو هزيمة ،ويقولون شامتين: قد أخذْنا حِذْرَنا بالقعود ،إذ تخلّفنا عن القتال ولم نُلقِ بأيدينا إلى الهلاك .ثم ينصرفون مسرورين .
روى ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال: جَعل المنافقون الذين تخلّفوا في المدينة عن غزوة تبوك يُشيعون أخبارَ السُّوء عن النبي وأصحابه ،ويقولون إنهم جَهدوا في سفرهم وهلكوا ،فتبيَّنَ بعد ذلك كِذْبُهم وسلامةُ النبيّ وأصحابه فساءهم ذلك ،فأنزل الله تعالى:{إِن تُصِبْك ....الآية} .