/م49
المفردات:
وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين:قيل:آمنين من عذاب الله .
الصيحة:صوت هائل أعقبه هلاكهم .
التفسير:
{وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين} .
وكانوا لقوتهم وغناهم ؛يتخذون لأنفسهم بيوتا في بطون الجبال ،وهم آمنون مطمئنون ،أو يقطعون الصخر منها ؛ليتخذوه بيوتا لهم .
وفي جاء هذا المعنى في الآية74 من سورة الأعراف قال تعالى:{واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوّأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون من الجبال بيوتا} .
لقد كانوا في نعمة ورفاهية ؛فبنوا القصور الفارهة في السهل ،والبيوت المنيعة الحصينة ، الآمنة من سطو اللصوص ، أو نقب الناقبين في الجبال ؛فوجب عليهم أن يشكروا نعم الله عليهم ،قانعين بهذا الفضل ،وأن يمتنعوا عن الفساد والعدوان .
وقد مر عليه الصلاة والسلام بهذه البيوت ، وهو ذاهب إلى غزوة تبوك ،فغطى رأسه بثوبه ،وأسرع بدابته ،وقال لأصحابه:( لا تدخلوا بيوت القوم المعذبين ، إلا أن تكونوا باكين ،فإن لم تبكوا فتباكوا ؛خشية أن يصيبكم ما أصابهم !)xxxi .
قال الفخر الرازي في التفسير الكبير ، وجاء في صفوة التفاسير أيضا:
{وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين} . أي:كانوا ينقبون الجبال فيبنون فيها بيوتا ، آمنين يحسبون أنها تحميهم من عذاب الله ،وقال الفراء:{آمنين}أن يقع سقفهم عليهم .