{هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون33فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون34} .
المفردات:
ينظرون: ينتظرون ،فإن نظر ،ينظر ،نظرا ،يعني:أبصر ،ويعني أيضا:انتظر .
إلا أن تأتيهم الملائكة: تقبض أرواحهم .
أو يأتي أمر ربك: هو القيامة ، أو العذاب المستأصل لهم .
تمهيد:
تفيد الآيات:أن الكفار لا يزدجرون عن أباطيلهم ، إلا إذا جاءتهم الملائكة قابضة أرواحهم ، أو يأتيهم عذاب الاستئصال ،فلا يبقى منهم أحدا ،ثم أتبع ذلك ببيان: سنة الله في هلاك الكافرين ،فقد كذبت أمم سابقة برسلها ،وجحدت رسالات السماء ،كقوم نوح والذين من بعدهم ،فأهلكهم الله بسبب ظلمهم وجحودهم ،وما ظلمهم الله ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم .
التفسير:
33{هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} .
تأتي هذه الآيات على سبيل التهديد والوعيد لكفار مكة ؛فهم في عتوهم وكفرهم وجحودهم رسالات السماء ؛في حالة من ينتظر أحد أمرين:
1حضور الملائكة لتقبض أرواحهم على الكفر .
2 مجئ عذاب السماء ؛ليستأصلهم ؛كما فعل بقوم نوح وهود وصالح وغيرهم .
وخلاصة هذا: حثهم على الإيمان بالله ورسوله ،والرجوع إلى الحق ،قبل أن يأتيهم الموت ، أو قبل أن يأتيهم عذاب الاستئصال .
{كذلك فعل الذين من قبلهم} .
أي:مثل هذا التكذيب يا محمد ،كذبت أمم سابقة برسلها ،وتمادي المكذبون في شركهم حتى ذاقوا بأسنا وحل بهم عذابنا ونكالنا .
{وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} .
أي:لم يظلمهم الله حين أنزل بهم العذاب ؛ لأنه أعذر إليهم ،وأقام حججه عليهم ،بإرسال رسله وإنزال كتبه ،ولكن ظلموا أنفسهم بتكذيب الرسل وإحجامهم عن إتباع الحق .