/م53
المفردات:
وكيلا: أي: موكولا إليك أمرهم تجبرهم على الإيمان .
ثم فسر التي هي أحسن بما عليهم النصفة بقوله:
54-{ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم ...}
أي: ربكم أيها القوم هو العليم بكم ،إن يشأ رحمتكم ؛بتوفيقكم للإيمان والعمل الصالح ؛وإن يشأ يعذبكم ؛بأن يخذلكم عن الإيمان ؛فتموتوا على شرككم .
وفي هذا إيماء إلى أنه لا ينبغي للمؤمنين أن يحتقروا المشركين ،ولا أن يقطعوا بأنهم من أهل النار ويعيروهم بذلك ،فإن العاقبة مجهولة ،ولا يعلم الغيب إلا الله – إلا أن ذلك مما يساعد على توليد الضغائن في النفوس ،بلا فائدة ولا داع يدعو إليها ثم وجه خطابه إلى أعظم الخلق ؛ليكون من دونه أسوة له فقال:
{وما أرسلناك عليهم وكيلا} .أي: وما أرسلناك أيها الرسول حفيظا ورقيبا ،تقسر الناس على ما يرضي الله ،إنما أرسلناك بشيرا ونذيرا ،فدارهم ولا تغلظ عليهم ،ومر أصحابك بذلك فإن ذلك هو الذي يؤثر في القلوب ويستهوي الأفئدة .