/م54
المفردات:
سنة الأولين: الإهلاك بعذاب الاستئصال .
القبل: بضمتين: الأنواع والألوان واحدها: قبيل: أو عيانا ومواجهة .
التفسير:
55-{وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم لا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا} .
أي: وما منع كفار مكة من أن يؤمنوا بالله حين جاءتهم البينات الواضحات ،والدلالات الظاهرات ،وعلموا صحة ما تدعوهم إليه ؛وأن يستغفروا ربهم بالتوبة ،كما فرط منهم من الذنوب ؛إلا تعنتهم وعنادهم ،الذي جعلهم يطلبون أحد أمرين:
1- إما عذاب الاستئصال الذي أهلك الله به المكذبين السابقين .
2- وإما أن تأتيهم أنواع العذاب والبلاء يتلوا بعضها بعضا ،حين وجودهم في الدنيا ،كقولهم:{ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} .( العنكبوت: 29 ) .
قال صاحب الظلال:
لقد جاء من الهدى ما يكفي للاهتداء ،ولكنهم كانوا يطلبون أن يحل بهم ما حل بالمكذبين قبلهم من هلاك- استبعادا لوقوعه واستهزاء- أو أن يأتيهم العذاب مواجهة يرون أنه سيقع بهم ،وعندئذ فقط يوقنون فيؤمنون .1 ه .
وقريب من هذا المعنى قوله تعالى:
{وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} .( الأنفال: 32 ) .
وحكى القرآن قولهم:{فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين} .( الشعراء: 187 ) .