/م133
متربّص: منتظر .
الصراط: الطريق .
السويّ: المستقيم .
135-{قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السويّ ومن اهتدى} .
تأتي هذه الآية في ختام سورة طه المكية ،تتوجّه إلى المشركين الكافرين ؛بهذا الإنذار الذي يقرع الآذان ،وهذا التهديد والوعيد .
ومعنى الآية: قل يا محمد لمن كذبك ،وخالفك ،واستمر على الكفر والعناد: أنتم تتربّصون بنا ،ونحن نتربّص بكم ،كلانا ينتظر ما ينزل بالآخر ،ولمن يكون الفلاح ،وإلام يئول أمري وأمركم ،فتربصوا وارتقبوا ،فستعلمون غدا ،إذا قامت القيامة ؛من هو صاحب الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ،أنحن أم أنتم ؟
وستعلمون من هم الذين تجنبوا الضلالة ،واهتدوا إلى ما يسعدهم في دينهم وفي دنياهم وفي آخرتهم ،وكأن الآية تقول لهم: القيامة موعدنا ،وسنرى نحن وأنتم: من هو المستقيم منا والمعوج ،ومن هو المهتدي والضال ،كما قال سبحانه:{وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} .( سبأ: 24 ) .
وقريب من معنى هذه الآية قوله تعالى:{سيعلمون غدا من الكذّاب الأشر} .( القمر: الآية 26 ) .
وقوله سبحانه:{وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا} .( الفرقان: 24 ) .
قال في ظلال القرآن:
وعندما يصل السياق إلى تصوير المصير المحتوم الذي ينتظرهم ؛يؤمن الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينفض يده منهم ،فلا يشقى بهم ولا يكربه عدم إيمانهم ،وأن يعلن إليهم: أنه متربص بهم ذلك المصير ،فليتربّصوا هم كيف يشاءون .
{قل كل متربص فتربصروا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} .
وفي ختام تفسير سورة طه ندعو الله تعالى: أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ،وذهاب همنا وحزننا .اللهم ،أكرمنا بالقرآن العظيم ،واجعله لنا هاديا ومرشدا وإماما ،وأكرمنا بالقرآن في الدنيا والآخرة .اللهم ،إنّا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه ،والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين .