/م65
كبيركم: زعيمكم ومعلمكم .
من خلاف: من حال مختلفة ،فتقطع الأيدي اليمنى ،والأرجل اليسرى .
أشد عذابا: أدوم .
71-{قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر ...}
كان فرعون قد ادعى الربوبية فقال:{أنا ربكم الأعلى} .( النازعات: 24 ) .وادعى الألوهية وقال:{ما علمت لكم من إله غيري} .( القصص: 38 ) .وفوجئ فرعون بإيمان السحرة ،وسجودهم لله رب العالمين ،وخشي أن يمتد الإيمان إلى سائر الشعب ؛فادعى: أنها مؤامرة ،وادعى: أن موسى هو المعلم الذي تعلموا على يديه السحر ،وأنهم بيتوا هذا الأمر ؛ليتظاهروا أمام الناس بأنهم غُلبوا ،وهدد السحرة بالغضب والانتقام ،والعذاب الأليم .
{فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف} .
أي: قال آمنتم بموسى قبل أن أعطيكم الإذن بذلك ؛فلأقطّعنّ أيديكم اليمنى وأرجلكم اليسرى{من خلاف} .
أي: لا يكون القطع لليد والرجل عن وفاق ؛فيقطع اليد اليمنى والرجل اليمنى ؛فيكون للإنسان نصف كامل ،بل يريد أن ينتشر النقص في الجسم كله .
{ولأصلبنّكم في جذوع النخل} .
أي: لأصلبنكم على جذوع النخل من النخل من باب التشهير والتنكيل .
قال ابن عباس: فكان أول من عذب بهذا العذاب .
{ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابا وأبقى} .
أي: لتعلمن أيها السحرة أيّنا أشد تعذيبا لكم ،وأبقى في إنزال الهلاك بكم ؛أنا أم موسى وربّه ؟
وكأنه بهذا التهديد يريد أن يهون من كل عذاب ؛سوى عذابه لهم .
وفي سورة الأعراف يقول الله تعالى:{قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون .لأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنّكم أجمعين} .( الأعراف: 124 ، 123 ) .
لكن الإيمان كان قد خالط قلوب السحرة ،فاستهانوا بكل تهديد ووعيد ،واستعدوا لكل تضحية في سبيل الإيمان الجديد .