المفردات:
جحدوا بها: كذبوا .
استيقنتها: علمت علما يقينا أنها من عند الله .
علوا: ترفعا واستكبارا .
التفسير:
14-{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}
كذب فرعون وقومه بالآيات مع وضوحها وظهورها ،ولم يكن تكذيبهم بسبب نقص الدليل ،فإنهم تيقنوا من صدق موسى وصدق رسالته ،ولكن الجحود والكنود والظلم والبغي والاستعلاء في الأرض بغير الحق ،حملهم على التكذيب ،ظلما وترفعا عن الحق وعدم خضوع له ،فاستحقوا الهلاك والغرق .
{فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} .
فتأمل يا كلّ من عنده عقل أو فكر ،كيف كانت نهاية المفسدين إلى الغرق والهلاك ،وكأن هذه الخاتمة موجهة إلى مكة ،وكأنها تقول: لقد هلك من كذبوا موسى ،وأغرقوا في اليم ،وحرموا من نعيم الدنيا وسعادة الآخرة ،وقد جاءكم محمد ومعه شريعة خاتمة الشرائع ،وكتاب مبين ،فإذا جحدتم وجب عليكم الهلاك والدمار ،فتأملوا كيف انتهى حال المكذبين لرسلهم ،قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم .
وهكذا تنتهي قصة موسى في لمحات ركّزت ،على لقاء موسى الكليم والفضل الإلهي عليه والمعجزات التي أيده الله بها ،وفي إيجاز تكلمت عن سوء استقبال فرعون وقومه ،وعن نهاية المفسدين وهلاكهم .