/م28
المفردات:
السبيل: الطريق"وكلتاهما تذكر وتؤنث "وكانوا يتعرضون للسابلة بالقتل وأخذ الأموال .
تأتون: تقترفون .
المنكر: الأمر القبيح الذي ينكره الدين والخلق ،كاللواط وأنواع الفحش .
التفسير:
29-{أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين}
أي: إنكم تجامعون الرجال جماع شهوة ،فبدلا من أن يجامع الرجل زوجته في قبلها ،كما هو شأن المتعة بين الذكر والأنثى ،فإنه يجامع رجلا مثله في دبره ،فهي فاحشة وشذوذ ،وانتكاس بالفطرة ،وخروج على ما رسمه الله ،وفساد في التركيب النفسي والتركيب العضوي سواء بسواء .
{وتقطعون السبيل ...}
تقفون في الطرقات تقتلون المارة ،وتأخذون أموالهم ،أو تفعلون بهم الفاحشة كرها ،وهي خطوة أبعد في الفاحشة من الأولى .
{وتأتون في ناديكم المنكر ...}
يفعلون اللواط في مكان اجتماعهم العام ،لا يخجل بعضهم من بعض ،حيث يفعلون الأفعال المشينة ،ومنها حلّ الإزار ،والسباب والفحش في المزاح ،والسلوك الماجن المستهتر بكل القيم .
ونلحظ أن لوطا عرض عليهم أفعالهم ،مترقيا معهم من سيء إلى أسوأ ،ووضع فسادهم أمام أعينهم ،فقالوا للوط:
{فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} .
كان الأولى بهم أن يهتدوا ويخجلوا ،ويكفّوا عن اللواط والعدوان على الآخرين ،وممارسة الشذوذ أمام أعين الآخرين .
لكنهم لم يرعووا ،ورفضوا النصح ،فهددهم لوط بعذاب الله وانتقامه ،فقالوا مستهزئين به ،مستهينين بأمر العذاب ،مكذبين له في هذا الوعيد:
{ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} أي: في وعيدك .
قال صاحب الظلال:
والقصة هنا مختصرة ،وظاهر أن لوطا أمرهم ونهاهم بالحسنى ،وأنهم أصروا على ما هم فيه ،فخوفهم عذاب الله . اه .
وقد استهانوا بالعذاب ،وكذبوا رسولهم ،وتحدّوه أن يأتيهم بهذا العذاب إن كان صادقا .