{ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما} .
فالله منح الإنسان العقل والإرادة ،وأرسل له الرسل وأنزل الكتب لتتم إقامة الحجة ،ولتتضح أماه طرق الهداية والغواية .
قال تعالى:{إنا هديناه السبيل إنا شاكرا وإما كفورا} .( الإنسان: 2 ) .
وقال عز شأنه:{رسلا مبشرين ومنذرين لئلا تكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما} .( النساء: 165 ) .
ولما كانا الله قد زود الإنسان بالعقل والقدرة على تحمل الأمانة ،وكرم الله الإنسان بالعقل وسخر له الكون فمن الطبيعي أن يطيع الله ويلتزم بأوامره بعض أفراده .
قال تعالى:{وقليل من عبادي الشكور} .( سبأ: 13 ) .
وأن يعصى كثير من أفراد الإنسان لوجود الظلم والجهل والغرور في تركيبهم وقصورهم عن التعالي والتسامي كما قال سبحانه وتعالى:{ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} .( الشمس: 7-10 ) .
كان كل ذلك مؤديا إلى استحقاق العصاة للعذاب واستحقاق المؤمنين الطائعين للتوبة والمغفرة والرحمة جاء في ظلال القرآن: ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما .
فاختصاص الإنسان بحمل الأمانة وأخذه على عاتقه أن يعرف بنفسه ويهتدي بنفسه ويعمل بنفسه ويصل بنفسه ،هذا كان ليتحمل عاقبة اختياره وليكون جزاؤه من عمله وليحق العذاب على المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات وليمد الله يد العون للمؤمنين والمؤمنات فيتوب عليهم مما يقعون فيه تحت ضغط ما ركب فيهم من نقص وضعف وما يقف في طريقهم من حواجز وموانع وما يشدهم من جواذب وأقفال فذلك فضل الله وعونه وهو أقرب إلى المغفرة والرحمة بعباده 76 وكان الله غفورا رحيما .