/م10
{أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير} .
المفردات:
وقدر: أحكم أو اقتصد . السرد: نسج الدروع ،أي اجعل المسامير مقدرة على قدر الحلق فلا يكون غليظا ولا دقيقا .
التفسير:
أي أوحينا إليه أن اعمل دروعا سابغات أي كاملات تامة واسعات يقال: نعمة سابغات أسي كاملة وافرة قال تعالى:{وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ...} ( لقمان: 20 )
{وقدر في السرد ...}
أي أحكم صنع الدروع بحيث يكون في أكمل صورة وأحسن هيئة ،متناسبة الحلقات والمسامير فلا تكون الحلقات واسعة ولا ضيقة ،بل متناسقة على قدر الحاجة محكمة على قدر حاجة الجسم وكان داود عليه السلام أول من صنع الدروع المحكمة .
قال قتادة: كانت الدروع قبله صفائح ثقالا .
وقال المفسرون{وقدر في السرد}: أي لا تغلظ المسامير فيتسع الثقب ولا توسع الثقب فتقلقل المسامير فيها . iv
قال الفخر الرازي: قيل إنه طلب من الله أن يغنيه عن أكل مالا بيت المال فألان له الحديد وعلمه صنعة اللبوس وهي الدروع .
{واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير} .
أي اعملوا يا آل داود عملا صالحا فإني مطلع ومشاهد ومراقب لكم بصير بأعمالكم وأقوالكم لا يخفى علي شيء منها .
وفي معنى ذلك قوله تعالى:{إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} ( ص: 18 ) .
وقوله عز شأنه:{وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون} .( الأنبياء: 79-80 ) .