/م1
{وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}
التفسير:
لكون إعراضهم عن الحق إعراضا قويا أصيلا فقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا كأنما سد أمامهم ،وسد خلفهم ،واشتد العمى في أبصارهم ،فلا يرون الحق ولا يهتدون إليه ،ونتيجة لذلك أن إنذارك إياهم أو عدم إنذارك سواء عندهم ، فإذا أنذرتهم لا يومنون وإذا لمتنذرهم لا يومنون ،فلا تأس على كفرهم ولا تتعذب بإعراضهم ، فلا فائدة ترجى منهم ، فقد ماتت قلوبهم ،وعميت بصائرهم ، وكلت عقولهم عن رؤية الحق ، أو البحث عن الهداية ،وقريب من هذا المعنى قوله تعالى:{إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم و على سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم{ . ( البقرة:6 – 7 ) .