/م33
المفردات:
نسلخ منه النهار: ننزع من مكانة الضوء .ونزيله ونفصله فيظلم .
التفسير:
37{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} .
من دلائل قدرة الله تعالى تعاقب الليل والنهار ،فإذا سلخ الله الضوء عن الظلام ،انتهى النهار وجاء الليل ،وفي الحديث:"إذا أقبل الليل من ههنا ،وأدبر النهار من ههنا ،وغربت الشمس فقد أفطر الصائم "13 .
وربما أشارت الآية إلى أن الأصل في هذا الكون هو الظلام ،وأن النور طارئ عليه ،فإذا سلخ الله جلد النور عن الظلام ،صار الناس في الليل ،وإذا كسا الله الظلام بالضوء والنور ،صار الناس في النهار .
قال في ظلال القرآن:
والتعبير القرآني في الآية تعبير فريد ،فهو يصوّر النهار متلبسا بالليل ،ثم ينزع الله النهار من الليل فإذا هم مظلمون ،ولعلنا ندرك شيئا من سرّ هذا التعبير الفريد حين نتصور الأمر على حقيقته ،فالأرض الكروية في دورتها حول نفسها في مواجهة الشمس ،تمرّ كل نقطة منها بالشمس ،فإذا هذه النقطة نهار ،حتى إذا دارت الأرض ،وانزوت تلك النقطة عن الشمس ،انسلخ منها النهار ،ولفها الظلام ،وهكذا تتوالى هذه الظاهرة على كل نقطة بانتظام ،وكأنما نور النهار ينزع أو يسلخ فيحل محله الظلام ،فهو تعبير مصوّر للحقيقة الكونية أدق تصوير .