/م33
المفردات:
لمستقر لها: لحد معين من فلكها تنتهي إليه في آخر السنة ،والشمس حجمها يبلغ نحو مليون ضعف حجم أرضنا ،وهي تجري في الفضاء لا يسندها شيء ،سوى قدرة القدير سبحانه وتعالى .
التفسير:
38{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَالِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} .
الشمس تتحرك حركة سريعة في مدارها الذي حدده السميع العليم ،وقدَّره العزيز الغالب ،الذي نظم وأبدع كل شيء ،فالقمر له مساره ،والشمس كذلك ،والأرض والأفلاك والشموس والأقمار ،كل شيء يَسْبح في الفضاء بنظام بديع متكامل ،تحرِّكه يد السميع العليم ،الذي أحسن كل شيء خلقه ، "ونلاحظ أن الشمس تدور حول نفسها ،وكان الظن أنها ثابتة في موضعها الذي تدور فيه حول نفسها ،ولكن عرف أخيرا أنها ليست مستقرة في مكانها ،إنما هي تجري ،تجري فعلا ،تجري في اتجاه واحد في الفضاء الكوني الهائل ،بسرعة حسبها الفلكيون باثني عشر ميلا في الثانية ،أي قرابة ( 43000 ) ثلاثة وأربعين ألف ميل في الساعة الواحدة ،والله ربها الخبير بها وبجريانها وبمصيرها يقول:
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ...}
وحين نتصور أن حجم هذه الشمس يبلغ نحو مليون ضعف حجم أرضنا هذه ،وأن هذه الكتلة الهائلة تتحرك وتجري في الفضاء ،لا يسندها شيء ،ندرك طرفا من صفة القدرة التي تصرّف هذا الوجود ،عن قوة وعن علم "14{ذَالِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} .