8-{ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم} .
وهذا استمرار في الدعاء للمؤمنين ،بأن يدخلهم الله عز وجل جنات إقامة دائمة في نعيم مقيم ،قد وعد الله بها عباده في آيات القرآن حين قال سبحانه:{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا} . ( الكهف: 107 ، 108 ) .
فالله سبحانه لا يخلف الميعاد ،وسوف يتفضل على عباده المؤمنين بالجنة ،والملائكة تتوسل إلى الله تعالى بفضله وبرحمته وعماه ،بأن يشمل بهذا الفضل المؤمنين ،وأيضا الصالحين من آبائهم ومن أزواجهم ومن ذرياتهم ،تفضلا منه حيث يجمع شمل المؤمنين في الجنة ،ويلحق المقصّرين بالمتفوقين ،ولا ينزل السابقين إلى مرحلة المتأخرين ،فهو سبحانه أهل العدل وأهل الفضل وهو ،{العزيز الحكيم} . القوي الغالب والحكيم في تصرفه بشأن عباده فما أعظمه وما أشد حكمته .
وفي معنى هذه الآية يقول الله تعالى:{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} . ( الطور: 21 ) .