/م30
المفردات:
الكبرياء: العظمة ،وهي من الله ممدوحة لأنه العظيم الذي لا يدرك الخيال لعظمته حدّا ،وليس المراد بها أنه متصف بصفة المتكبرين من احتقار الناس وامتهانهم .
التفسير:
{وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} .
العظمة والجلال والسلطان والكمال لله وحده الذي خضع له الكون وذلت لعظمته الجباه ،وسبح بحمده كل كائن ،وله كمال الذات وكمال الوجود ،فلا تخضع الجباه إلا له ،ولا ينبغي التسبيح إلا له ،فله الحمد وله الملك وله الكبرياء في السماوات والأرض ،لا عن تجبر وترفع عن الفقراء ،بل هو أهل لأن يحمد ،وهو أهل لأن يطاع ويوقر ،ويعظم فلا يعصى ولا يجحد ،وهو العزيز الذي لا يقهر ،والحكيم في كل ما قضى وقدر ،وهو بحكمته يضع الشيء في موضعه ،وجميع أعماله صادرة عن حكمة إلهية عليا .
وقد ورد في الحديث الصحيح: ( العظمة إزاري ،والكبرياء ردائي ،فمن نازعني واحدا منهما أسكنته ناري )11 .
قال مجاهد:
{وله الكبرياء في السماوات والأرض ...}
يعني: السلطان ،أي هو العظيم المجد ،الذي كل شيء خاضع له ،فقير إليه .
{وهو العزيز ...} الذي لا يغالب ولا يمانع .
{الحكيم} .في أقواله وأفعاله ،وشرعه وقدره ،تعالى وتقدس لا إله إلا هو .
ونلاحظ أن قراءة حفص:{رب السماوات} .بخفض رب ،على أنه صفة للفظ الجلالة أو بدل منه .
وجاء في تفسير القرطبي ما يأتي:
قرأ مجاهد وحميد وابن محيصن:{رب السماوات ورب الأرض رب العالمين} .بالرفع فيها كلها على معنى: هو رب .
{وله الكبرياء} .أي: العظمة والجلال والبقاء والسلطان والقدرة والكمال .