/م32
التفسير:
34-{إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم} .
إن الذين كفروا بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ،ومنعوا الناس من الدخول في الإسلام ،ولم يتوبوا ولم يؤمنوا ،ثم ماتوا مصرين على الكفر ،هؤلاء لن يغفر الله لهم ،ولن يستر عيوبهم ،ولن يتجاوز عن سيئاتهم ،لأنهم لم يتوبوا في الدنيا قبل الموت ،وذلك هو وقت التوبة فقط .
كما قال سبحانه وتعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا} .( النساء: 116 ) .
وقال تعالى:{إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين} .( آل عمران: 91 ) .
قال المفسرون:
ومفهوم الآية الكريمة أنهم إن تابوا من ذلك قبل موتهم ،فإن الله يغفر لهم ويرحمهم ويدخلهم الجنة ولو كانوا مفنين أعمارهم في الكفر به ،والصد عن سبيله ،والإقدام على معاصيه ،فسبحانه من فتح لعباده أبواب الرحمة ولم يغلقها عن أحد ،ما دام حيا متمكنا من التوبة ،وسبحان الحليم الذي لا يعاجل العاصيين بالعقوبة ،بل يعافيهم ويرزقهم كأنهم ما عصوه ،مع قدرته عليهم9 .
قال أبو السعود: وحكم هذه الآية يعم كل من مات على الكفر ،وإن صح نزولها في أصحاب القليب .اه .