/م36
التفسير:
36-{إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم} .
إنما الحياة الدنيا قصيرة الأجل ،مثل اللعب واللهو ،والناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ،وفي الأثر: ( الدنيا كسوق قام ثم انفض ،ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ) .
{وإن تؤمنوا ...} بالله وتراقبوه حق المراقبة ،وتتقوه بأن يطاع فلا يعصى ،وأن يذكر فلا ينسى ،يعطكم الله ثواب أعمالكم ،ولا يطلب منكم إنفاق جميع أموالكم ،فلم يفرض عليكم سوى واجب الزكاة ،وهو نسبة بسيطة تدور في الأغلب على ربع العشر ،وهو ما يوازي %2 ، 5 في زكاة المال وزكاة التجارة ،ونصف العشر 5% في زكاة الزراعة ،وأحيانا تكون الزكاة العشر إذا كانت الأرض تسقى سَيْحا بدون تعب ولا مشقة ،وأحيانا تكون الزكاة الخمس بنسبة 20% ،وهي زكاة الركاز والبترول والمعادن ،وما يستخرج من باطن الأرض .
قال الإمام ابن القيم: نلاحظ أن نسبة الزكاة تتراوح بين 1% في زكاة الماشية مثل زكاة الغنم ،نجد أن زكاة الغنم السائمة: في أربعمائة شاة أربع شياه ،وفي خمسمائة شاة خمس شياه ،وفي ستمائة شاه 6 شياه ،وهكذا في كل مائة شاة شاة ،أي النسبة 1% .
وزكاة المال والتجارة 2 ، 5% ،وزكاة الزراعة تمتد من5% إلى10% ،وزكاة الركاز والمعادن والكنوز المستخرجة من باطن الأرض 20% .
أي أنه كلما كانت نعم الله تعالى على العبد أظهر كانت نسبة الزكاة أكثر ،كزكاة الكنوز والركاز ،وكلما كان عمل العبد أظهر كانت نسبة الزكاة أقل ،مثل زكاة التجارة ؛لأن العبد يتعرض للمخاطرة والأسفار ،وارتفاع الأسعار وانخفاضها .
فكلما كان عمل القدرة الإلهية أظهر كانت نسبة الزكاة أكثر ،وكلما كان عمل العبد أظهر كانت نسبة الزكاة أقل .