/م90
92- وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ........الآية .
هذا أمر من الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتحذير من مخالفة الله ومخالفة رسوله وقريب من ذلك قوله تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا .( النساء: 80 )
وفي الآية ترغيب في طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله وتحذير من المخالفة فمن خالف رسول الله وأعرض عن هدى السماء فإنه لا يخالف المرسل وإنما يخالف المرسل ،وهو صلى الله عليه وآله وسلم ليس مسيطرا ،ولا مكلفا بالهداية قال تعالى: إن عليك إلا البلاغ .( الشورى: 48 ) .
وقال سبحانه: فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر .( الغاشية: 21 ، 22 ) .
فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين .
قال الشوكاني في فتح القدير: أي فإن أعرضتم عن الامتثال فقد فعل الرسول ما هو الواجب من البلاغ الذي فيه رشادكم وصلاحكم ،ولم تضروا بالمخالفة إلا أنفسكم ،وفي هذا من الزجر ما لا يقادر قدره ولا يبلغ مداه .
قال النسفي:
أي: فاعلموا أنكم لم تضروا بتوليكم الرسول لأنه ما كلف إلا البلاغ المبين بالآيات ،وإنما ضررتم أنفسكم حين أعرضتم عما كلفتموه .