/م90
المفردات:
فيما طعموا: أي: فيما تناولوا قبل التحريم .
التفسير:
93- ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين .
سبب النزول:
لما نزل تحريم الخمر قال قوم من الصحابة: كيف بمن مات منا وهو يشربها ،ويأكل الميسر ،وماتوا وهي في بطونهم فكان الجواب أنهم ماتوا قبل تحريمها ،فلم يكن عليهم في شربها إثم وكانوا أتقياء .
قال القرطبي:
وهذه الآية نظير سؤالهم عمن مات إلى القبلة الأولى فنزلت وما كان الله ليضيع إيمانكم ......الآية ( البقرة: 43 ) .
والمعنى: ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح ) أي إثم أو عقوبة ( فيما طعموا ) أي فيما تناولوه من طعام أو شراب قبل تحريمه ،وكذلك لا إثم على من مات قبل التحريم والخمر في بطنه .
إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات .إذ اتقوا الله وخافوه وعملوا الأعمال الصالحة .
ثم اتقوا وآمنوا أي ثم استمروا على تقواهم وامتلاء قلوبهم بخشية الله والإيمان الحق به سبحانه .
ثم اتقوا وأحسنوا ثم تأكد استمرارهم على التقوى وإحسان العمل والإخلاص لله في السر والعلن .
والله يحب المحسنين .أي يرضى عنهم ويشملهم برحمته .
والإحسان: أسمى أنواع العبادة: وهي عبادة الله مع الإخلاص وصدق النية ،وفي الحديث الصحيح ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ( 15 ) .
والآية تشتمل على جانب من مظاهر رحمة الله بعباده ،فإنه لا يؤاخذ الناس على الفعل إلا من بداية تحريمه ،فمن مات شاربا للخمر قبل تحريمها فلا جناح ولا إثم عليه .
وتلحظ أن الآية ختمت بوصف التقوى وتكرير التقوى ،والمقصود من ذلك ،وجوب امتلاء قلب المؤمن بتقوى الله ،واستمراره على ذلك حتى يصل إلى مرتبة الإحسان في العبادة .
قال الطبري:
الاتقاء الأول: هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول والتصديق .
والاتقاء الثاني: الثبات على التصديق .
والثالث الإحسان والتقرب بالنوافل .