المفردات:
قدرنا بينكم الموت: قضينا به بينكم ،وكتبناه عليكم .
وما نحن بمسبوقين: وما نحن بعاجزين ولا مغلوبين .
على أن نبدل أمثالكم: نأتي بخلق مثلكم ( فتح القدير ) .
وننشئكم فيما لا تعلمون: وننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا ،فيجمَّل المؤمن ببياض وجهه ،ويقبح الكافر بسواد وجهه .
التفسير:
60 ، 61-{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ} .
حكمنا بالموت على كل إنسان من أهل السماوات والأرض ،وقد ساوى الله بين أهل السماوات والأرض ،سواء في ذلك الشريف والوضيع ،والأمير والصعلوك .
قال تعالى:{كل نفس ذائقة الموت ...} ( آل عمران: 185 ) .
وقال عز شأنه:{كل من عليها فان*ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} .( الرحمن: 26-27 ) .
وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ .وما نحن بعاجزين ولا مغلوبين .
عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ .فنذهب بكم ،ونأتي بخلق جديد أطوع لله منكم .
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز}ٍ .( فاطر: 15-17 ) .
قال الزجاج: إن أردنا أن نخلق خلقا غيركم ،لم يسبقنا سابق ولا يفوتنا .
{وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ} .
ولسنا بعاجزين أيضا أن نعيدكم يوم القيامة في خلقة لا تعلمونها ،ولا تصل إليها عقولكم ،والغرض أن الله قادر على أن يهلكهم ،وأن يعيدهم ،وأن يبعثهم يوم القيامة ،ففي الآية تهديد واحتجاج على البعث .
قال الزمخشري:
المعنى: إنا لقادرون على الأمرين معا ،على خلق ما يماثلكم ،وما لا يماثلكم ،فكيف نعجز عن إعادتكم .
وقال القرطبي:
المعنى: وننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا ،فيحشر المؤمن أبيض الوجه ،ويحشر الكافر أسود الوجه .