المفردات:
وقد أخذ ميثاقكم: قيل: هو الميثاق الأول وهم في ظهر آدم ،بأن الله ربكم لا إله لكم سواه ،وقيل: الميثاق هو أنه منحكم العقول ،ونصب لكم الأدلة ،ومكنكم من النظر فيها .
التفسير:
8-{وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .
أي شيء يمنعكم من الإيمان بالله ،والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قائم بينكم بالدعوة التوضيح ،والحث على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ؟
{وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ ....}
ركب الله فيكم العقول والأفكار ،وأودع فيكم التأمل والنظر ،وحثكم على استخدام الفكر والرأي ،واللب والفؤاد ،وبذلك ينتقل الإنسان إلى شاهد على أن هذا الكون لم يُخلق سدى ،ولن يترك عبثا ،وأن وراء الكون البديع يد الله المبدع الخالق .
قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنهالواحد
وقيل: معنى: وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ ....
إشارة إلى عهد الله على بني آدم ،حين أخذ الذرية من ظهر آدم عليه السلام ،وأخذ عليها العهد والميثاق أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
وإلى ذلك أشار القرآن الكريم بقوله:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ...} ( الأعراف: 172 ) .
{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .
إن كنتم مؤمنين في وقت من الأوقات ،فالآن أحرى الأوقات ،لقيام الحجج والبراهين عليكم .
أخرج البخاري في كتاب الإيمان ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه:"أي المؤمنين أعجب إليكم إيمانا "؟قالوا: الملائكة .قال:"وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم "؟قالوا: فالأنبياء .قال:"وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم "؟قالوا: فنحن .قال:"وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم ؟ولكن أعحب المؤمنين إيمانا قوم يجيئون بعدكم ،يجدون صحفا يؤمنون بما فيها "9
قال ابن كثير:
وقوله تعالى:{وقد أخذ ميثاقكم} .
كما قال تعالى:{واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا ...} ( المائدة: 7 ) .
ويعني بذلك بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم .