/م11
16-{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} .
أي: مثل هؤلاء المنافقين الذين وعدوا اليهود من بني النضير بالنصرة إن قوتلوا ،أو الخروج معهم إن أُخرجوا ،ومثل بني النضير في غرورهم بوعودهم وإسلامهم إياهم في أشد حاجتهم إليهم وإلى نصرتهم – كمثل الشيطان الذي غرّ إنسانا ووعده بالنصرة عند الحاجة إليه إذا هو كفر بالله واتبعه وأطاعه ،فلما احتاج إلى نصرته أسلمه وتبرأ منه ،وقال: إني أخاف الله رب العالمين إذا أنا نصرتك ،لئلا يشركني معك في العذاب .
والخلاصة:
أن مثل اليهود في اغترارهم بمن وعدهم بالنصرة من المنافقين بقولهم لهم: لئن قوتلتم لننصرنكم ،ولما جد الجد واشتد الحصار والقتال تخلوا عنهم وأسلموهم للهلكة – كمثل الشيطان إذ سول للإنسان الكفر والعصيان ،فلما دخل تبرأ منه وتنصل ،وقال: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
ولا تجد مثلا أشد وقعا على النفوس ،ولا أنكى جرحا في القلوب من هذا المثل ،لمن اعتبر وادّكر ،ولكنهم قوم لا يعقلون .