/م1
طغى الماء: تجاوز حدّه وارتفع .
حملناكم: حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم .
الجارية: السفينة التي تجري في الماء .
إنا لمّا طغا الماء حملناكم في الجارية .
يمتنّ الله على عباده جميعا بإغراق المكذّبين ،ونجاة نوح ومن معه من المؤمنين ،حيث كان الناس جميعا من نسل نوح عليه السلام ،فمنهم من استمرّ على إيمانه ،ومنهم من آثر الكفر والضلال ،والأصل أم كلّ شيء عند الله بمقدار ،فما نزلت قطرة ماء من السماء إلا بأمر ملك من الملائكة ،وحين دعا نوح ربّه: دعا ربّه أني مغلوب فانتصر .( القمر: 10 ) .
استجاب الله سبحانه له ،كما قال تعالى: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر* وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر* وحملناه على ذات ألواح ودسر* تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر* ولقد تركناها آية فهل من مدّكر .( القمر: 11- 15 ) .
والآية هنا في سورة الحاقة تعرض صورة الماء طاغيا زائدا مرتفعا ،متجاوزا للحدود المألوفة ،طاغيا ومرتفعا فوق الجبال ،يغرق كل شيء بإذن الله ،ثم سخّر الله السفينة الجارية ،تحمل نوحا ومن معه من المؤمنين ،متجاوبة مع الكون كلّه في الخضوع لأمر الله ومشيئته .
قال تعالى: وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم* وهي تجري بهم في موج كالجبال ...( هود: 41 ،42 ) .