/م11
المفردات:
إنه فكر: إنه فكر ماذا يقول في شأن القرآن والرسول من الاختلاق .
وقدر: ورتب وهيّأ في نفسه قولا كاذبا في القرآن والنبيّ .
التفسير:
7- إنه فكّر وقدّر .
تأتي هذه الآيات كالتعليل لما سبقها ،أي أنه قد استحق العذاب بسبب مواقفه المعادية للإسلام .
فقد ثبت أنه قد مدح القرآن الكريم حين سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وحين سمعه من أبي بكر الصديق ،فقالت قريش: صبأ والله الوليد ،ولئن صبأ الوليد لتصبأن قريش كلها ،فذهب إليه أبو جهل ،وحرّضه على أن يقف موقفا معاديا لمحمد صلى الله عليه وسلم وللقرآن الكريم ،فذهب إلى قومه وقال: تزعمون أن محمدا مجنون أو ساحر أو كذاب أو شاعر ،فهل جربتم عليه الجنون أو السحر أو الكذب أو الشعر ،قالوا: لا ،ثم قال قومه له: فماذا تقول أنت يا أبا الوليد ؟فأخذ يعمل عقله ،ويعيد التفكير والتقدير مرارا ،حتى يقول قولا يخالف ضميره ،ويخالف مدحه السابق للقرآن ،ويتناسب مع إعراضه عن الحق بعد ظهوره له ،واستكباره من الهدى بعد أن لاحت بوادره ،فاتهم محمدا بالسّحر ،وأنه يفرّق بين المرء وقومه ،والمرء وزوجته ،والمرء وأخيه ،واتهم القرآن بأنه كلام البشر ،فاستحق الوليد عذاب الضمير في الدنيا ،وعذاب جهنم في الآخرة .
والمعنى:
إنه فكّر وقدّر .
إنه فكّر في أمر القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم ،وقدّر وزوّر كلاما في نفسه ،قد حضّره ليقوله عن القرآن ،عنادا ومكابرة .