التفسير:
5- وأذنت لربها وحقّت .
استمعت لأمر ربها وأطاعت ،وحقّ لها أن تستمع وأن تطيع .
كما ورد في قوله سبحانه: ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتينا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين .( فصلت: 11 ) .
فالسماء مطيعة وحق لها أن تطيع ،والأرض مطيعة وحق لها أن تطيع ،فالكل في قبضة القدرة الإلهية .
قال صاحب الظلال:
وحقّت: أي: وقع عليها الحقّ ،واعترفت بأنها محقوقة لربها ،وهو مظهر من مظاهر الخضوع ،لأن هذا حق عليها ،مسلّم به منها .
وعلماء الكون يذكرون أن الكون في اتّساع مستمر ،ويستأنسون بقوله تعالى: وإذا الأرض مدّت .أي: اتسعت ،حيث يقف على أرض المحشر جميع البشر من عهد آدم إلى قيام الساعة ،على أرض مستوية مكشوفة ،ينفذهم البصر ،ويسمعهم الداعي .
وجواب إذا .محذوف دلّ عليه ما بعده ،وهو قوله تعالى: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه .
أي: إذا انشقت السماء واستجابت لأمر الله ،وإذا مدّت الأرض وتخلّت عما في أحشائها ،واستجابت لأمر ربها ،رأيتم جزاء أعمالكم ،إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ .