المفردات:
وما نقموا منهم: وما عابوا عليهم ،وما أنكروا منهم ،وما كرهوا منهم .
التفسير:
8- وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد .
ما كان لهؤلاء المؤمنين ذنب أو عيب ،أو جريمة تستحق العقاب ،سوى إيمانهم بالله القوي الغالب ،المحمود على جميع أفعاله .
فالمؤاخذة أو العقاب سببه الإيمان بالله الذي يستحق الإيمان والحمد ،وهذا من باب تأكيد المدح بما يشبه الذمّ ،مثل قول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهمبهن فلول من قراع الكتائب
وتنتهي قصة أصحاب الأخدود عند هذا الحد من الآيات ،لكن المعاني التي ترشد إليها لا تنتهي إلى قيام الساعة ،ذلك أنها تفيد أن هناك صراعا بين الباطل والحق ،فالباطل هنا يملك القوة والأخدود والنار والمشاهدة والاستعلاء والجبروت .أما المؤمنون فكانوا يملكون الثبات واليقين ورجاء ما عند الله ،وقد صمدوا وصبروا وقتلوا ،وثبتوا على إيمانهم .
لكن الدنيا لها نهاية ،والآخرة دار الجزاء العادل ،وسيلقى أهل الباطل والكفر جزاءهم ،وسيلقى أهل الإيمان والثبات على الحق جزاءهم ،والأعمال بالخواتيم .
قال تعالى: بل تؤثرون الحياة الدنيا* والآخرة خير وأبقى .( الأعلى: 16 ،17 ) .