126{أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} .
المراد من فتنتهم: كشف نفاقهم وفضيحتهم على رءوس الأشهاد ،وكان ذلك مرة أو مرتين في كل عام كالذي حدث في غزوة أحد ،حين رجعوا من الطريق ،وكالذي حدث في غزوة الخندق حين قالوا:{إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرار} . ( الأحزاب: 13 ) .
وغير ذلك من المخالفات الخطيرة التي كشفها الله ،وفضح فيها نفاقهم ،وكشف أستارهم مرة بعد أخرى .
والمعنى: أبلغ الجهل والسفه وعمى البصيرة بهؤلاء ،أنهم صاروا لا يعتبرون ولا يتعظون بما حاق بهم من فتن واختبارات وابتلاءات ،وتنزل بهم في كل عام مرة أو مرتين ؟!
قال الآلوسى: والمراد من المرة والمرتين: مجرد التكثير ،لا بيان الوقوع على حسب العدد المذكور .
{ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون} .ثم إنهم مع توالي الاختبارات لا يقلعون عن نفاقهم ،ولا يتعظون بما يصيبهم من البلاء وانكشاف أمرهم وفضح دخيلتهم .