قدم صدق: سابقةٌ حسنة ،والمنزلة الرفيعة .
مبين: ظاهر .
ما كان للناس أن يعجبوا وينكروا إنزال الوحي على رجل من جنسهم .ولِمَ هذا التعجب والإنكار ،والله قادر على أن يتصل بأي عبد من عباده ويصطفيه برسالته ،{الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [ الأنعام: 124] ،وأن لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من الصفات والمكرمات ما يؤهّله لهذه الرسالة الكريمة .
وبعد أن بيّن الله عجبَ الكافرين من الوحي إلى النبي الكريم بيّن حقيقةَ ما أوحى به إليه ،وهو إنذارُ الناس وتحذيرهم من عذاب لله ،وتبشيرُ المؤمنين بأن لهم منزلةً عالية عند ربهم نالوها بصدق القول وحسن النية .
{قَالَ الكافرون إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ} .
فلما أتاهم بوحي الله وتلاه عليهم قالوا: إن هذا الرجلَ ساحرٌ أمره واضح ،فما جاءَ به سحرٌ لأنه خارق للعادة في تأثيره على الناس ،وجذْبه النفوس إلى الإيمان به .
قراءات:
قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي: «لساحر مبين » بألف بعد السين .وقرأ الباقون «لسحر مبين » بغير ألف .