الخزي: الذل والهوان .
إلى حِين: إلى مدة من الزمن .
الرِجْس: العذاب .
بعد أن بيّن الكتاب أن الّذين حقّت عليهم كلمةُ ربك لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم ،جاء بهذه الآيات الثلاث لبيان سُنن الله تعالى في الأُمم مع رسلهم ،وفي خلق البشر مستعدّين للإيمان والكفر ،والخير والشر ؛وفي مشيئة الله وحكمه بأفعاله وأفعال عباده ،وبيّن أن قوم يونُس آمنوا بعد كفرهم وانتفعوا بذلك الإيمان .
{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا وَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ} .
ولو أن أي قريةٍ من القرى تؤمن لنَفَعَها إيمانُها ،إلا قوم يونس .فقد بُعث إلى أهلِ نِينَوى بأرض الموصل ،فدعاهم إلى الإيمان بالله وحده وترك ما يعبدون من الأصنام .ولم يستجيبوا له ،فأخبرهم أن العذابَ آتيهم قريبا وتَرَكَهم ورحل عنهم .فلما أيقنوا بالهلاكِ آمنوا ،فوجدوا النفع لهم ،فكشفنا عنهم عذاب الخِزي وما يترتّب عليه ،ومتَعناهم في الحياة الدنيا حيناً من الزمن .