جاءت هذه الآية في وسط آيات الصيام كأنها استراحة لطيفة ،فكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يبين للناس أن الذين يطيعونه ويؤدون فرائضه هم قريبون منه وهو قريب منهم .إنه يستجيب دعاءهم في كل مكان ،وفي كل زمان .فهو يسمع أقوالهم ،ويرى أعمالهم وليس بينه وبينهم حجاب ،فكيف إذا كان هذا الداعي صائما !ففي مسند الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: « ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل ،والصائم حتى يفطر ،ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ،وتفتح لها أبواب السماء ،ويقول: بعزّتي لأنصرنك ولو بعد حين » ،وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة » ،وكان عبد الله بن عمر إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا .من ثم جاء ذكر الدعاء في ثنايا الحديث عن الصيام .
فإذا كنت قريبا مجيباً دعوة من دعاني ،فليستجيبوا لي بالإيمان بي وتوجيه العبادات إليّ حتى أجيب دعاءهم ،لعلهم يهتدون .