لا تخلطوا الحق المنزَل من عند الله بالباطل الذي تخترعونه من عند أنفسكم ،ولا تكتموا الحق ،وأنتم تعرفونه حق المعرفة .
لقد بيّنت هذه الآية مسلكهم في الغرابة والإغراء ...فرغم أنه قد جاء في الكتب التي بين أيديهم تحذير متكرر من أنبياء كذَبةٍ يُبعثون فيهم ويجترحون العجائب ،وجاء فيها أيضاً أن الله تعالى يبعث فيهم نبياً من ولد إسماعيل وزوجه الجارية هاجر ،فقد ظلّ الأحبار يكذبون على العامة ويقولون: إن محمداً واحد من أولئك الأنبياء الذين وصفتهم التوراة بالكذب .لقد ظلوا يكتمون ما يعرفون من أوصافه التي تنطبق عليه ،وبذلك يحرّفون كثيرا من الكتب التي بين أيديهم .