تقدّس الله المتصرفُ بالأمر والنهي ،المحقُّ في أُلوهيته وعظمته .ولا تَعْجَلْ يا محمد بقراءة القرآن من قبلِ أن يُتمَّ جبريلُ تبليغه إليك .أَنصِتْ حين نزول الوحي بالقرآن عليك حتى يفرغ المَلَكُ من قراءته ،ثم اقرأه بعده .
{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} .
بالقرآنِ ومعانيه وكل شيء .وهذا يدل على فضيلة العلم ،فإن الله تعالى لم يأمر رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم .ولقد قام الاسلام على العلم والتعلم من بدايته ،وبالعلم سيطرت الأمم المسيطِرة في الوقت الحاضر ،ولو أننا اتّبعنا القرآن حق اتباعه لكنّا اليومَ في الذروة من كل شيء .
وسبب نزول هذه الآية أن الرسول الكريم كان إذا لقَّنه جبريلُ الوحي ،يتبعه عند تلفظ كل كلمةٍ وكل حرف ،لكمالِ اعتنائه بالتلقّي والحفظ ،فأرشده الله الى التأني ريثما يسمعه ويفهمه .ونحوه قوله تعالى:{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فاتبع قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [ القيامة: 16 - 19] .
روى الترمذي عن أبي هريرة قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « اللهمّ انفعني بما علّمتني ،وعلّمني ما ينفعني ،وزِدني علما ،والحمدُ لله على كل حال ،وأعوذ باللهِ من حالِ أهل النار »
قراءات:
قرأ يعقوب: من قبل أن نقضي اليك وحيه .بفتح النون وكسر الضاد ونصب وحيه .والباقون: من قبل أن يُقضَى اليك وحيُه ،بضم الياء ورفع وحيه .