/م113
فتعالى الله: تنزّه وتقدّس .
الحق: الثابت في ذاته وصفاته .
يقضي إليك وحيه: يُتم جبريل تبليغه لك .
114-{فتعالى الله الملك الحق ...}
تنزّه الله وجل في علاه ،وتقدّس الملك الحق ،الذي قهر سلطانه كل جبار ؛عما يصفه به المشركون من خلقه .
{ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ...}
ولا تعجل بقراءة القرآن في نفسك ،من قبل أن يتم جبريل تبليغه لك ،بل استمع وأنصت وتفرّغ تماما لتلقي الوحي .فإذا انتهى جبريل من تبليغه لك ،فاقرأه أنت .
قال ابن عباس:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبادر جبريل فيقرأ قبل أن يفرغ جبريل من الوحي ؛حرصا على حفظ القرآن ومخافة النسيان ؛فنهاه الله عن ذلك .
قال القرطبي:
وهذا كقوله تعالى:{لا تحرّك به لسانك لتعجل به .إنّ علينا جمعه وقرآنه .فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه .ثم إنّ علينا بيانه} .( القيامة: 19 ، 16 ) .1 ه .
أي: إن علينا جمعه في صدره ،وقراءته على لسانه ؛فإذا قرأه جبريل وانتهى من قراءته ؛فاقرأ أنت ،ثمّ إنّا تكلفنا ببيان معانيه لك ،وإلهامك المعنى .
قال تعالى:{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون} .( النحل: 44 ) .
{وقل ربّ زدني علما} .
أي: سل الله: زيادة في العلم ،دون استعجال الوحي ،وأنت مطمئن إلى ما يعطيك ،ولا تخشى عليه الذهاب ؛فإن ما أوحي إليك يبقى لا محالة .
روى الترمذي عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم ،انفعني بما علمتني ،وعلمني ما ينفعني ،وزدني علما ،والحمد لله على كل حال ،وأعوذ بالله من حال أهل النار )17 .
وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم ،زدني إيمانا وفقها ،ويقينا وعلما .